بقلم سارة حجاج
بحيرة البرلس، ثاني أكبر بحيرة مصرية، تقع بين فرعي النيل دمياط ورشيد، وتمتد حتى البحر المتوسط.
منذ إعلانها كمنطقة محمية في 1998 بموجب اتفاقية رامسار، أصبحت البحيرة ملاذًا لأكثر من 100 نوع من الطيور المهاجرة والمُقيمة، وداعمة للنظام البيئي المائي. بالرغم من ذلك، فإن الأنشطة البشرية وضعت البحيرة تحت ضغط بيئي شديد.
تقلص مساحة البحيرة
دراسة حديثة من المجلة المصرية للأحياء المائية والثروة السمكية (2023) تُظهِر كيف أثر هذا بشكلٍ كبير على موائل الأراضي الرطبة ودعمهم للتنوع البيولوجي.
هذا التغير أخل بالتوازن البيئي في البحيرة. على سبيل المثال، انخفضت أعداد سمك الشبص الأوروبي (Dicentrarchus labrax) بشكل كبير، في حين اختفى تمامًا سمك اللوت (Argyrosomus regius) وسرطانات البحر (الكابوريا).
من ناحية أخرى، ارتفع إنتاج البلطي من 42.8٪ في عام 1963 إلى 72٪ في عام 1992، ثم انخفض إلى حوالي 62.1٪ في عام 2015. ارتفع إنتاج سمك السلور من 188 طنًا في عام 1963 إلى 11611 طنًا في عام 2009، مما يشير إلى تحول من أنواع الأسماك البحرية إلى أنواع المياه العذبة.
وفقًا لدراسة الدكتور علاء يونس، يلاحظ الصيادون المحليون مثل أحمد الجمل التأثير بشكل مباشر. “كنت ألتقط كمية مرضية من الأسماك، لكن الآن الصيد من الفجر حتى الغسق لا يسفر إلا عن القليل”، كما أوضح.
كشف الجمل أيضًا عن تدهور نوعية المياه، مؤكدًا أن “في ديسمبر ويناير، تصبح رائحة التسربات إلى البحيرة لا تطاق، مما يدفع الأسماك بعيدًا عن الشاطئ ويجعل عملنا أكثر صعوبة بكثير”.



التلوث والأنواع الغازية
تعاني بحيرة البرلس من التلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي الغير معالجة وتصريف مياه الري الزراعية. هذا يؤدي إلى إدخال المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الضارة إلى المياه. كما تزدهر نباتات ضارة غازية في هذه الظروف الملوثة، مثل نبات البنفسج المائي، مما يحجب أشعة الشمس عن النباتات المغمورة ويستهلك الأكسجين، الشيء الذي يؤذي الأسماك والكائنات المائية الأخرى.
يمكن أن تُعَطِّل هذه الحصائر النباتية تدفق المياه أيضًا، مؤديةً إلى ركود المياه وجعل الملاحة بالقوارب صعبة. اشتكى صياد محلي من منطقة الشخلوبة قائلًا: “الرياح تجلبهم إلى هنا؛ بالكاد نستطيع تحريك قواربنا”.



مع ذلك، وجد بعض الصيادين بارقة أمل، حيث استخدموا نباتات البنفسج المائي لإنشاء مصائد مؤقتة لصيد الأسماك.
التأثير على حياة الطيور
أعداد الطيور كانت قديمًا في ازدهار والآن في انحدار. انخفاض مستعمرات التكاثر للأنواع، مثل البلشونيات، يُظهِر اختلال التوازن البيئي الناتج عن تدمير الموائل والتلوث. تشير الدراسات إلى زيادة في ثراء الأنواع ولكن انخفاض في كثافة الأعداد، مما يشير إلى مشكلة للحياة البرية المحلية.





السياحة البيئية وجهود الاستعادة
أصبحت بحيرة البرلس وجهة سياحية بيئية شهيرة، حيث توفر رحلات بالقوارب وأنشطة تساهم في دعم الاقتصاد المحلي. تعمل الحكومة على تنظيف المياه وإدارة نباتات البنفسج الغازية، حيث لاحظ قادة المجتمع في دمرو الجهود المبذولة لإزالتها بانتظام في شهر يونيو. من الواضح أن مستقبل بحيرة البرلس يعتمد على الالتزام بالحفاظ عليها وإدارتها بحكمة، مما يحمي الحياة البرية فيها ويسمح بالأنشطة البشرية في نفس الوقت.


هذه القصة بدعم من InfoNile، وMICT، وFOTEA، بتمويل من برنامج الشراكة بين المعهد الدولي للمياه والتنمية – دلفت، ومؤسسة JRS للتنوع البيولوجي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي الدولي، نيابة عن الحكومة الاتحادية الألمانية.